الجمعة، 22 فبراير 2013

الشبكات الإجتماعية ... بين الرفض والقبول

الشبكات الإجتماعية ... بين الرفض والقبول


إن التقدم العلمي الذي يشهده العصر الحالي في المجال المعلوماتي والتنمية المعلوماتية والآثار المترتبة علي ذلك التقدم في جميع فروع المعرفة، فرضت متغيرات جديدة أثرت علي كافة مناحي الحياة، وغيرت كثيرًا من أنماطها وأساليبها التي لابد أن يستجيب لها المجتمع. كما أدى التقدم التكنولوجى والإنفجار المعرفي والتدفق المعلوماتي إلى ثورة فى الانتاج الفكرى والبحثى، وتحول المجتمع من العصر الصناعي إلى عصر المعلوماتية والاتصالات، مما ساعد علي زيادة انتشار خدمات الإنترنت وتطبيقاتها التكنولوجية، والاتجاه نحو توظيفها في عملية التعليم والتعلم.
تعد خدمات الشبكات الإجتماعية Social Network Service (SNS) صفحة ويب تسمح للأشخاص تقديم لمحة عن أنفسهم، وتتيح لهم اختيار من يشاركهم الآراء والأفكار. كما أدي ظهور مواقع Facebook, Myspace & Cyworld إلى جذب عدد كبير من متصفحي الإنترنت لتصبح من أكثر المواقع شعبية، حيث ظهرت خدمات الشبكات الإجتماعية كمكون رئيسي لتقنيات الجيل الثاني للويب (Web 2.0) لتبادل المعلومات وزيادة القدرة على التعلم. 

وتهدف خدمة الشبكة الإجتماعية إلي بناء مجتمعات تعليمية عبر الإنترنت تجمعها مصالح مشتركة أو أنشطة ذات طابع واحد وتوفر لهم الأدوات التى تساعدهم على ذلك(1).

ويبين الرسم البياني الآتي مدي استخدام الشبكة الإجتماعية في التعليم للمراحل الدراسية المختلفة فالمدارس الثانويه والكليات يستخدم بنسبة 47%، 53% من انتهوا من الدراسة(2). وهذا يدل علي أن هناك نسبة 53% ممن بالمدارس الثانوية والكليات لم يستخدموا الشبكات الإجتماعية في التعليم، وأن نسبة 47% ممن انتهوا الدراسة لم يستخدموها في التعليم.


ويري البعض أن الشبكة الإجتماعية ساعدت في حل مشكلة تربوية تمثلت في افتقاد التعليم الإلكترونى للجانب الإنسانى "تعليم جامد"، حيث أضافت الشكل الإنساني من خلال مشاركة وتفاعل العنصر البشرى بالعملية التعليمية مما ساعد علي جذب المتعلمين وزيادة الرغبة في التعلم(1)
فمنذ أواخر التسعينات بدأ ظهور الشبكات الإجتماعية بهدف الربط بين زملاء الدراسة، وبعدها توالي ظهور الشبكات الإجتماعية بمواضيع وأهداف مختلفة. كما أحدثت الشبكات الإجتماعية ثورة في عالم الاتصال لأنها تجمع ملايين من المستخدمين لتبادل كم هائل من المعلومات. علي الرفم من ذلك ومن تزايد الحديث حول إدخال واستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم وجد فريقين منهم المتفائل بدخول الشبكات الإجتماعية في التعليم ومنهم المتشائم من ذلك، وكلاً منهم له أسبابه في ذلك. لذلك من الأفضل استعراض آراء المتفائلين والمتشائمين حول استخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم:
1 ـ توفر خدمات تعليمية وتعلمية:
المتفـائلون: يري المؤيدون لاستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنها توفر خدمات تعليمية أفضل، حيث تساعد على التعلّم عن طريق تبادل المعلومات مع الآخرين، والمناقشة البناءة للوصول إلي اتفاق حول نقطة النقاش.
المتشائمون: يري المعارضين لاستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنها تعمل علي عدم تكافؤ الفرص فتؤدي إلى مزيد من الطبقية في التعليم.

2 ـ تنمية مهارات المتعلمين:
المتفـائلون: يري المؤيدون لاستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم حيث أنه يساعد علي تنشيط المهارات لدى المتعلمين، كما يوفر فرصة للتعلّم، ويزيد من قدرتهم ويحفزهم على التفكير الإبداعي وبأنماط وطرق مختلفة وذلك لأن التواصل والتفاعل يتم بين أشخاص مثقفين ومن بيئات مختلفة.
المتشائمون: يري المعارضين لاستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنه يجعل تفكير المتعلم ميكانيكيًا، كما أن بعض المتعلمين قد يواجهون صعوبة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم كتابيًا ويفضلون الإجهار بها شفهيًا وجهًا لوجه لأنهم اعتادوا علي ذلك، كما يؤدي التعامل بالشبكات الإجتماعية الإفتقار إلي الخبرات المباشرة التي يكتسبها المتعلمين.

3 ـ دور المتعلم:
المتفـائلون: يري المؤيدون لاستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم بأنه يعمق المشاركة والتواصل والتفاعل مع الآخرين وتعلم أساليب التواصل الفعال، كما أنه يجعل المتعلم إيجابيًا له دورًا في الحوار ورآي يشارك به مع الآخرين لذلك فهي تعمل علي التخلص من جعل دوره سلبيًا. 
المتشائمون: يري المعارضين لاستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أن المتعلم سيزداد ارتباطه بهذا النوع من التفاعل والتواصل، مما قد يجعله متوحدًا لجهاز كمبيوتره كما يؤدي إلى ضعف قدرة المتعلمين على التواصل مع أقرانه.

4 ـ الإستخدام:
المتفـائلون: يري المؤيدون أن استخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم يكفل للمتعلمين الحصول علي وسيلة تعليمية قوية وفورية، كما تساعد في تعزيز الأساليب التربوية للتعلم، فعملية التعلم تتطلب بيئة تعاونية يكون المتعلم بها محورًا لعملية التعلم.
المتشائمون: يري المعارضين أن الشبكات الإجتماعية في التعليم قد تستعمل من قبل المتعلمين بطريقة غير صحيحة، والتعرض لمخاطر الجرائم الالكترونية.

5 ـ الترفيه والتسليه:
المتفـائلون: يري المؤيدون لإستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنها تحقق قدرًا من الترفية والتسلية للمتعلمين في حين أن هذا الترفيه يكون لهدف تعليمي محدد من قبل المعلم.
المتشائمون: يري المعارضين لإستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنها تضيع وقت المتعلمين الذي يمكن يستفيدوا منه في المذاكرة أو إنهاء التكليفات المطلوبة منهم.

6 ـ لغة التخاطب:
المتفـائلون: يري المؤيدون لإستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنها فتحت وأنتجت لغة جديدة بين المستخدمين وبعضهم البعض التي تختلف عن اللغة العربية أو الإنجليزية.
المتشائمون: يري المعارضين لإستخدام الشبكات الإجتماعية في التعليم أنها أدت لظهور لغة جديدة بين المستخدمين حيث أن حروف اللغة العربية تحولت لرموز وأرقام كالحاء أصبحت "7"، والهمزة "2"، ...
7 ـ جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية:
المتفـائلون: يري مؤيدوا هذا الرأي أن الشبكة الإجتماعية أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، فقد غزا جميع المجالات لما توفره من خدمات تدريبية أو تعليمية أو ترفيهية.
المتشائمون: يري المعارضين لهذا الرأي أن استخدام الشبكة الإجتماعية في التعليم يؤدي إلي إدمان الجلوس علي الكمبيوتر مما يعطّل الكثير من الأعمال.

يتضح مما سبق أن هناك اختلاف في الآراء حول استخدام وإدماج الشبكات الإجتماعية في التعليم فمنهم من يؤيدها ومنهم من يعارضها، ويبقي كلٍ برأيه. لذلك أصبحت الشبكات الإجتماعية بين الرفض والقبول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق